ﻛﺬﻟﻚ ﯾﻨﺎﻗﺶ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ
اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﻌﻤﺎري ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ ﻛﺎﻟﻨﻤﻮ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ اﻟﺬي ﺷﮭﺪﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ
و إﺻﻼﺣﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ و ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻌﯿﺔ اﻻﺗﺤﺎد و اﻟﺘﺮﻗﻲ (١٩١٨-١٩٠٨) و ﺣﺮوب اﻟﺒﻠﻘﺎن
(١٩١٣-١٩١٢) اﻟﺘﻲ أﻓﻘﺮت اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﻮﺳﻊ ﻧﻄﺎق ﺗﺤﻠﯿﻠﮫ ﻟﯿﺸﻤﻞ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﻤﮭﻮري، ﺣﯿﺚ ﯾﻨﻈﺮ
ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﺤﺪﯾﺚ إﺳﻄﻨﺒﻮل و ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻌﮭﺎ اﻟﺤﻀﺮي ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﻈﻢ أو اﻟﻤﺘﺴﻖ ﺧﻼل ﺧﻤﺴﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن
اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﺗﺤﺖ ظﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء ﻋﺪﻧﺎن ﻣﻨﺪرس. و ﯾﺪرس اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻨﺎظﻤﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎء ﻓﻲ
ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺑﻐﯿﺔ ﻓﮭﻢ آﺛﺎرھﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ
ﻋﻦ اﻟﻨﻤﻮ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﻀﺒﻂ ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ و اﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﻠﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮫ و اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻮرت ﻓﻲ اﻧﻘﻼب
ﺳﺘﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ. ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺑﻨﺎء ﺟﺴﺮﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﯿﻖ اﻟﺒﻮﺳﻔﻮر و ﻓﻲ ﺗﻄﺒﯿﻖ
اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ و اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﺠﺪﯾﺪة و ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻧﺎطﺤﺎت اﻟﺴﺤﺎب و إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ.
و وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ، ﻟﻢ ﺗﺒﺪُ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﺴﺘﻌﺼﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻞ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ
اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ إﻻ أن ﺣﺠﻢ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ و اﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻗﺪ وﺻﻼ ﺣﺪا ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺒﻮق ﻓﻲ
ﺳﺘﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ. ﻟﺬا ﻓﮭﻮ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺳﻌﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﺮﻛﻲ، ﺑﺤﯿﺚ أن إﺳﻄﻨﺒﻮل اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻢ ﺗﺘﺮك ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﻋﻤﺮاﻧﯿﺎ
ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ أو أﺟﻨﺒﯿﺎ إﻻ و اﺗﺒﻌﺘﮫ.
و ﯾﻐﻨﻲ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻤﻠﮫ ﺑﺘﺤﻠﯿﻠﮫ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ
ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ ﻣﻌﺘﻤﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر أوﻟﯿﺔ ﻟﺘﻐﻄﻲ ﺗﺤﻠﯿﻼﺗﮫ اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﺔ
و اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻓﺘﺮة طﻮﯾﻠﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻷﻟﻔﻲ ﺳﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﻤﻨﺤﮫ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ھﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ
و اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﺔ.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﮭﺎ ﯾﺎزﺟﻲ
ﻛﺬﻟﻚ ﯾﻨﺎﻗﺶ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ
اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﻌﻤﺎري ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ ﻛﺎﻟﻨﻤﻮ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ اﻟﺬي ﺷﮭﺪﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ
و إﺻﻼﺣﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ و ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻌﯿﺔ اﻻﺗﺤﺎد و اﻟﺘﺮﻗﻲ (١٩١٨-١٩٠٨) و ﺣﺮوب اﻟﺒﻠﻘﺎن
(١٩١٣-١٩١٢) اﻟﺘﻲ أﻓﻘﺮت اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﻮﺳﻊ ﻧﻄﺎق ﺗﺤﻠﯿﻠﮫ ﻟﯿﺸﻤﻞ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺠﻤﮭﻮري، ﺣﯿﺚ ﯾﻨﻈﺮ
ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﺤﺪﯾﺚ إﺳﻄﻨﺒﻮل و ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻌﮭﺎ اﻟﺤﻀﺮي ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﻈﻢ أو اﻟﻤﺘﺴﻖ ﺧﻼل ﺧﻤﺴﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن
اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﺗﺤﺖ ظﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء ﻋﺪﻧﺎن ﻣﻨﺪرس. و ﯾﺪرس اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻨﺎظﻤﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎء ﻓﻲ
ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺑﻐﯿﺔ ﻓﮭﻢ آﺛﺎرھﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ
ﻋﻦ اﻟﻨﻤﻮ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﻀﺒﻂ ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ و اﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﻠﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮫ و اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻮرت ﻓﻲ اﻧﻘﻼب
ﺳﺘﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ. ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺑﻨﺎء ﺟﺴﺮﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﯿﻖ اﻟﺒﻮﺳﻔﻮر و ﻓﻲ ﺗﻄﺒﯿﻖ
اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ و اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﺠﺪﯾﺪة و ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻧﺎطﺤﺎت اﻟﺴﺤﺎب و إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ.
و وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ، ﻟﻢ ﺗﺒﺪُ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﺴﺘﻌﺼﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻞ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ
اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ إﻻ أن ﺣﺠﻢ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ و اﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻗﺪ وﺻﻼ ﺣﺪا ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺒﻮق ﻓﻲ
ﺳﺘﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ. ﻟﺬا ﻓﮭﻮ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺳﻌﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﺮﻛﻲ، ﺑﺤﯿﺚ أن إﺳﻄﻨﺒﻮل اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻢ ﺗﺘﺮك ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﻋﻤﺮاﻧﯿﺎ
ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ أو أﺟﻨﺒﯿﺎ إﻻ و اﺗﺒﻌﺘﮫ.
و ﯾﻐﻨﻲ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻤﻠﮫ ﺑﺘﺤﻠﯿﻠﮫ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ
ﻟﻠﻤﺪﯾﻨﺔ ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ ﻣﻌﺘﻤﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر أوﻟﯿﺔ ﻟﺘﻐﻄﻲ ﺗﺤﻠﯿﻼﺗﮫ اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﺔ
و اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ ﻓﺘﺮة طﻮﯾﻠﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻷﻟﻔﻲ ﺳﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﻤﻨﺤﮫ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ھﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﯿﺔ
و اﻟﻤﻌﻤﺎرﯾﺔ.
ﻓﺮﯾﺎل ﺗﺎﻧﺴﻮغ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﮭﺎ ﯾﺎزﺟﻲ