ﺻﺪر ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب أوﻻ ﻋﺎم ١٨٥٩ ﻟﻤﺆﻟﻔﮫ ﻧﻮر أﺣﻤﺪ ﺗﺸﯿﺸﺘﻲ، و ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٤ أﻋﯿﺪ إﺻﺪاره ﻣﻦ ﻗﺒﻞ دار ﺑﻮك ھﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﻻھﻮر ﺑﻌﺪ أن ﺗﻢ إﺿﺎﻓﺔ دﯾﺒﺎﺟﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺳﯿﺮة اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺬاﺗﯿﺔ.
و ﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﮭﺪف ﻣﻦ وراء ﺗﺄﻟﯿﻒ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺟﻌﻞ ﺣﻜﺎم اﻟﮭﻨﺪ ﯾﺪرﻛﻮن أﻋﺮاف ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻄﺒﻘﯿﺔ و اﻷﻋﺮاف اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺻﺮھﺎ اﻟﻤﺆﻟﻒ، ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻘﻢ ﺑﺘﻮﺿﯿﺢ اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻟﻄﺒﻘﺎت و اﻟﻤﮭﻦ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺰت ﺑﺪورھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. و ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺒﺪو ﻓﺈن اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻛﺎن ﻣﺪرﻛﺎ ﻟﮭﺬه اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺣﯿﺚ ﻟﺠﺄ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋﺪﯾﺪة إﻟﻰ ذﻛﺮ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻄﺒﻘﯿﺔ اﻟﻔﺮﻋﯿﺔ و ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻗﯿﺎﻣﮫ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﻄﺒﻘﯿﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ و اﻟﺘﻲ ھﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﮭﻨﺔ. و ﻣﻦ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻄﺒﻘﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺪرﺟﮭﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻧﺬﻛﺮ طﺒﻘﺔ ﻣﺎﻟﻜﻲ اﻷراﺿﻲ و ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﯾﻦ و اﻟﺘﺠﺎر و اﻟﺤﻼﻗﯿﻦ و اﻟﻤﺰارﻋﯿﻦ و اﻟﻤﻐﻨﯿﯿﻦ و ﺑﺎﺋﻌﺎت اﻟﮭﻮى و اﻟﻔﻨﺎﻧﯿﻦ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻤﺎل ﻏﺴﯿﻞ اﻟﺜﯿﺎب و ﻋﻤﺎل اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ و ﻏﯿﺮھﻢ.
و ﻗﺪ ﺗﻤﺤﻮرت اﻷﻋﺮاف اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﮭﺎ ﺣﻮل ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻄﻘﻮس اﻧﺘﻘﺎل اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺪاث اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ، إذ ﻛﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت أن ﯾﻈﮭﺮوا ﻣﺎ ﯾﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﮫ ﻣﻦ ﺛﺮاء و أھﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻘﻮس ﺗﺰداد طﻮﻻ و ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﮭﺎ أﻛﺜﺮ ﺗﺮﻓﺎ.
ﯾﺒﯿﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻛﯿﻒ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻄﻘﻮس و اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺰراﻋﯿﺔ و ﺑﺎﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺨﺮاﻓﯿﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة أﻛﺜﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ. و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻋﺪم ﺗﻘﺪﯾﻢ أي رأي ﺑﺨﺼﻮص اﻷﻋﺮاف، إﻻ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ إﺧﻔﺎء ﻋﺪم اﺳﺘﺴﺎﻏﺘﮫ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء.
و ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺪﻣﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻷﻋﺮاف و اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻻھﻮر ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٥٠ ﻋﺎﻣﺎ، و ﻟﻜﻨﮭﺎ ﺗﺘﺠﻠﻰ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﮫ ﻣﻦ ﻛﺸﻒ ﻟﻠﺘﻐﯿﺮات اﻟﺘﻲ طﺮأت ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ.
ﻧﺎﻓﯿﻦ ج. ﺣﯿﺪر
ﻋﻠﻲ
ھﺎﻟﺔ ﻋﺪرة
ﺻﺪر ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب أوﻻ ﻋﺎم ١٨٥٩ ﻟﻤﺆﻟﻔﮫ ﻧﻮر أﺣﻤﺪ ﺗﺸﯿﺸﺘﻲ، و ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٤ أﻋﯿﺪ إﺻﺪاره ﻣﻦ ﻗﺒﻞ دار ﺑﻮك ھﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﻻھﻮر ﺑﻌﺪ أن ﺗﻢ إﺿﺎﻓﺔ دﯾﺒﺎﺟﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺳﯿﺮة اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﺬاﺗﯿﺔ.
و ﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﮭﺪف ﻣﻦ وراء ﺗﺄﻟﯿﻒ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺟﻌﻞ ﺣﻜﺎم اﻟﮭﻨﺪ ﯾﺪرﻛﻮن أﻋﺮاف ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻄﺒﻘﯿﺔ و اﻷﻋﺮاف اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺻﺮھﺎ اﻟﻤﺆﻟﻒ، ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻘﻢ ﺑﺘﻮﺿﯿﺢ اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻟﻄﺒﻘﺎت و اﻟﻤﮭﻦ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺰت ﺑﺪورھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ اﻟﻄﺒﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. و ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺒﺪو ﻓﺈن اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻛﺎن ﻣﺪرﻛﺎ ﻟﮭﺬه اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺣﯿﺚ ﻟﺠﺄ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻋﺪﯾﺪة إﻟﻰ ذﻛﺮ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻄﺒﻘﯿﺔ اﻟﻔﺮﻋﯿﺔ و ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻗﯿﺎﻣﮫ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﻄﺒﻘﯿﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ و اﻟﺘﻲ ھﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﮭﻨﺔ. و ﻣﻦ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﻄﺒﻘﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺪرﺟﮭﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻧﺬﻛﺮ طﺒﻘﺔ ﻣﺎﻟﻜﻲ اﻷراﺿﻲ و ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﯾﻦ و اﻟﺘﺠﺎر و اﻟﺤﻼﻗﯿﻦ و اﻟﻤﺰارﻋﯿﻦ و اﻟﻤﻐﻨﯿﯿﻦ و ﺑﺎﺋﻌﺎت اﻟﮭﻮى و اﻟﻔﻨﺎﻧﯿﻦ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻤﺎل ﻏﺴﯿﻞ اﻟﺜﯿﺎب و ﻋﻤﺎل اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ و ﻏﯿﺮھﻢ.
و ﻗﺪ ﺗﻤﺤﻮرت اﻷﻋﺮاف اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﮭﺎ ﺣﻮل ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻄﻘﻮس اﻧﺘﻘﺎل اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺪاث اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ، إذ ﻛﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت أن ﯾﻈﮭﺮوا ﻣﺎ ﯾﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﮫ ﻣﻦ ﺛﺮاء و أھﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻘﻮس ﺗﺰداد طﻮﻻ و ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﮭﺎ أﻛﺜﺮ ﺗﺮﻓﺎ.
ﯾﺒﯿﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻛﯿﻒ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻄﻘﻮس و اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺰراﻋﯿﺔ و ﺑﺎﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺨﺮاﻓﯿﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة أﻛﺜﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ. و ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻋﺪم ﺗﻘﺪﯾﻢ أي رأي ﺑﺨﺼﻮص اﻷﻋﺮاف، إﻻ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ إﺧﻔﺎء ﻋﺪم اﺳﺘﺴﺎﻏﺘﮫ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎء.
و ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺪﻣﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻷﻋﺮاف و اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻻھﻮر ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٥٠ ﻋﺎﻣﺎ، و ﻟﻜﻨﮭﺎ ﺗﺘﺠﻠﻰ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﮫ ﻣﻦ ﻛﺸﻒ ﻟﻠﺘﻐﯿﺮات اﻟﺘﻲ طﺮأت ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ.
ﻧﺎﻓﯿﻦ ج. ﺣﯿﺪر
ﻋﻠﻲ
ھﺎﻟﺔ ﻋﺪرة