ﯾﻤﺜﻞ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ذو اﻟـ٢٣٦ ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب أزﻣﺔ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
اﻟﺬي ﻛﺘﺒﮫ ﻋﺒﺪ اﻹﻟﮫ أﺑﻮ ﻋﯿﺎش و ﻧﺸﺮﺗﮫ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻜﻮﯾﺖ ﻋﺎم ١٩٨٠
ﯾﺘﺄﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻋﺸﺮة ﻓﺼﻮل و ﯾﻔﺘﻘﺪ ﻟـﺜﺒﺖ ﻟﻠﻤﺮاﺟﻊ و اﻟﻤﺼﺎدر ﺣﯿﺚ ﯾﺸﺎر إﻟﻰ
اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻮاﺷﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﻠﻞ ﻣﺘﻦ اﻟﻨﺺ اﻷﺳﺎﺳﻲ. و ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻨﮫ ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻗﺼﯿﺮة ﯾﺴﻠﻂ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎل ﺑﺤﺜﮫ؛ ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺒﺤﺚ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻲ
اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺴﺎھﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ و اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
و ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ إﻟﻰ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺔ و ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ و دﯾﻨﯿﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺪم ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻟﻤﺤﺔ ﻋﻦ أﺻﻮل إﺣﺪى ﻋﺸﺮة
ﻣﺪﯾﻨﺔ ھﻲ: إﺷﺒﯿﻠﯿﺎ (ﺧﻼل ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ) و ﻣﺮاﻛﺶ و اﻟﻘﯿﺮوان و ﺑﻐﺪاد و ﻣﻜﺔ و اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ
و ﺻﻨﻌﺎء و دﻣﺸﻖ و اﻟﻘﺪس و اﻟﻘﺎھﺮة و ﺑﯿﺮوت.
ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻮل ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﺘﻰ اﻟﺜﺎﻣﻦ اﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ
اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﮭﺠﺮة و اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺒﯿﺌﯿﺔ و اﻟﺘﺪاﻋﯿﺎت اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ
و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﺘﺤﺪث اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ ﻧﺸﺎطﺎت ﺳﻜﺎن اﻟﻤﺪن و ﺳﻜﺎن اﻟﻘﺮى
و اﻟﻤﺰارع اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮭﺎ، و ﯾﺨﺼﺺ ﻗﺴﻤﺎ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺎرة و اﻟﺤﺮف اﻟﯿﺪوﯾﺔ و اﻟﻌﻤﺎرة
و ﻓﻦ اﻟﺨﻂ و ﻧﺸﺎطﺎت ﻓﻨﯿﺔ أﺧﺮى. و ﯾﻠﺨﺺ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة
ﻟﺪراﺳﺔ و ﻓﮭﻢ اﻟﻤﺪن و أﺳﺴﮭﺎ ﺣﯿﺚ ﯾﻨﺎﻗﺶ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﺒﯿﺌﯿﺔ و اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ و اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﯿﺔ.
ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺤﺚ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ دﯾﻨﺎﻣﯿﻜﯿﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻔﮭﻮﻣﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و اﻟﺘﻤﺪن و اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻣﺴﻠﻄﺎ
اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻟﻮﯾﺲ وﯾﺮث. و ﯾﻘﺎرن ﻋﺪة ﺟﻮاﻧﺐ ﻟﻠﻤﺪن اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺘﯿﻦ اﻟﻜﻤﯿﺔ
و اﻟﻨﻮﻋﯿﺔ ﻟﯿﺨﺘﺘﻢ دراﺳﺘﮫ ﺑﻨﻘﺎش ﺣﻮل ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ و ﺑﻌﺾ اﻻﻗﺘﺮاﺣﺎت
و اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄھﻤﯿﺔ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ. و رﻏﻢ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ﻣﻦ إﺳﮭﺎب ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻤﯿﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺜﯿﺮة ﻟﻼھﺘﻤﺎم ﻋﻦ ﺟﻮاﻧﺐ ﻋﺪة ﻟﻠﺘﻤﺪن و ﻋﻦ
اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ و اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ذات اﻟﺼﻠﺔ و ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن ﻣﻔﯿﺪة ﻟﻠﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﻈﺎھﺮة ﻧﺸﺄة اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ.
بلال معنقي
ترجمة مها يازجي
ﯾﻤﺜﻞ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ذو اﻟـ٢٣٦ ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب أزﻣﺔ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
اﻟﺬي ﻛﺘﺒﮫ ﻋﺒﺪ اﻹﻟﮫ أﺑﻮ ﻋﯿﺎش و ﻧﺸﺮﺗﮫ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻜﻮﯾﺖ ﻋﺎم ١٩٨٠
ﯾﺘﺄﻟﻒ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻋﺸﺮة ﻓﺼﻮل و ﯾﻔﺘﻘﺪ ﻟـﺜﺒﺖ ﻟﻠﻤﺮاﺟﻊ و اﻟﻤﺼﺎدر ﺣﯿﺚ ﯾﺸﺎر إﻟﻰ
اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻮاﺷﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﻠﻞ ﻣﺘﻦ اﻟﻨﺺ اﻷﺳﺎﺳﻲ. و ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻨﮫ ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻗﺼﯿﺮة ﯾﺴﻠﻂ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎل ﺑﺤﺜﮫ؛ ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺒﺤﺚ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻲ
اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺴﺎھﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ و اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
و ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ إﻟﻰ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺔ و ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ و دﯾﻨﯿﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺪم ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻟﻤﺤﺔ ﻋﻦ أﺻﻮل إﺣﺪى ﻋﺸﺮة
ﻣﺪﯾﻨﺔ ھﻲ: إﺷﺒﯿﻠﯿﺎ (ﺧﻼل ﺣﻜﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ) و ﻣﺮاﻛﺶ و اﻟﻘﯿﺮوان و ﺑﻐﺪاد و ﻣﻜﺔ و اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ
و ﺻﻨﻌﺎء و دﻣﺸﻖ و اﻟﻘﺪس و اﻟﻘﺎھﺮة و ﺑﯿﺮوت.
ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻮل ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﺘﻰ اﻟﺜﺎﻣﻦ اﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ
اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﮭﺠﺮة و اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺒﯿﺌﯿﺔ و اﻟﺘﺪاﻋﯿﺎت اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ
و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ. ﻛﻤﺎ ﯾﺘﺤﺪث اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ ﻧﺸﺎطﺎت ﺳﻜﺎن اﻟﻤﺪن و ﺳﻜﺎن اﻟﻘﺮى
و اﻟﻤﺰارع اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮭﺎ، و ﯾﺨﺼﺺ ﻗﺴﻤﺎ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺎرة و اﻟﺤﺮف اﻟﯿﺪوﯾﺔ و اﻟﻌﻤﺎرة
و ﻓﻦ اﻟﺨﻂ و ﻧﺸﺎطﺎت ﻓﻨﯿﺔ أﺧﺮى. و ﯾﻠﺨﺺ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة
ﻟﺪراﺳﺔ و ﻓﮭﻢ اﻟﻤﺪن و أﺳﺴﮭﺎ ﺣﯿﺚ ﯾﻨﺎﻗﺶ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﺒﯿﺌﯿﺔ و اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ و اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﯿﺔ.
ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺤﺚ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ دﯾﻨﺎﻣﯿﻜﯿﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻔﮭﻮﻣﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و اﻟﺘﻤﺪن و اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻣﺴﻠﻄﺎ
اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻟﻮﯾﺲ وﯾﺮث. و ﯾﻘﺎرن ﻋﺪة ﺟﻮاﻧﺐ ﻟﻠﻤﺪن اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺘﯿﻦ اﻟﻜﻤﯿﺔ
و اﻟﻨﻮﻋﯿﺔ ﻟﯿﺨﺘﺘﻢ دراﺳﺘﮫ ﺑﻨﻘﺎش ﺣﻮل ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ و ﺑﻌﺾ اﻻﻗﺘﺮاﺣﺎت
و اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄھﻤﯿﺔ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ. و رﻏﻢ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ﻣﻦ إﺳﮭﺎب ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻤﯿﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﻘﺪم ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺜﯿﺮة ﻟﻼھﺘﻤﺎم ﻋﻦ ﺟﻮاﻧﺐ ﻋﺪة ﻟﻠﺘﻤﺪن و ﻋﻦ
اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ و اﻟﻤﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ذات اﻟﺼﻠﺔ و ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮن ﻣﻔﯿﺪة ﻟﻠﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﻈﺎھﺮة ﻧﺸﺄة اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ.
بلال معنقي
ترجمة مها يازجي