ﺗُﻌَﺪﱡ اﻟﻤﺪارس
ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﻤﻤﯿﺰات اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ و اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ-اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ و ﯾﺤﺎول اﻟﻤﺆﻟﻒ
ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أن ﯾﺴﺘﻜﺸﻒ أھﻤﯿﺘﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﻛﯿﺰه ﻋﻠﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﻮرﺻﺔ، ﻓﮭﻲ ﺗُﻌﺘﺒَﺮ ﻟﻌﺪة
أﺳﺒﺎب ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻮطﺊ ﻗﺪم ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ، ﺣﯿﺚ ﯾﺮى اﻟﻤﺆﻟﻒ أن إﻏﻔﺎل ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ
ﻓﻲ أي دراﺳﺔ ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﯾﻨﺘﻘﺺ ﻣﻦ ﺷﻤﻮﻟﯿﺘﮭﺎ.
و ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﮭﺬا
اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺪﯾﺪا ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪارس اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺸﯿﯿﺪھﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺮﻧﯿﻦ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ و اﻟﺴﺎدس
ﻋﺸﺮ ﺑﺤﯿﺚ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻓﺼﻮﻟﮫ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻔﺘﺮات ﺣﻜﻢ اﻟﺴﻼطﯿﻦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﯿﻦ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺴﺘﮭﻼ ذﻟﻚ
ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن أورﺧﺎن ﻏﺎزي و ﻣﺨﺘﺘﻤﺎ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺮاد اﻟﺜﺎﻟﺚ. و ﯾﺴﺘﻌﺮض ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﻄﻮر
اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﮭﺬه اﻟﻤﺪارس ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ دراﺳﺔ أﻣﺜﻠﺔ ﻣﺤﺪدة ﻣﻨﺘﻘﺎة ﺑﺤﯿﺚ
ﺗﻐﻄﻲ ﻓﺘﺮات ﺣﻜﻢ ﻛﻞ ﺳﻼطﯿﻦ ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة.
و ﻗﺪ اﺳﺘﻔﺎد اﻟﻜﺎﺗﺐ
ﻣﻦ ﺳﺠﻼت اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺑﮭﺪف ﺑﻨﺎء دراﺳﺘﮫ اﻟﺘﻮﺛﯿﻘﯿﺔ، ﻛﻤﺎ أﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع
رﻏﻢ ﻣﺤﺪودﯾﺘﮭﺎ. و ﺿﻤﱠﻦَ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﺣﺼﺎﺋﯿﺔ ﻋﻦ ﺗﻮارﯾﺦ ﺑﻨﺎء ﻛﻞ ﻣﺪرﺳﺔ و اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ
ﺣﻤﻠﺘﮭﺎ ﺧﻼل ﻛﻞ ﻓﺘﺮة و ﻋﺪد طﻼب ﻛﻞ ﻣﻨﮭﺎ. و ﺑﺬﻟﻚ ﯾﺴﻌﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﻟﺴﺪ ﻓﺠﻮة ﻣﻌﺮﻓﯿﺔ ھﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻓﺎﺋﺪﺗﮫ ﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن أﻛﺒﺮ ﻟﻮ ﻗُﯿﱢﺪَ ﻟﮫ إﺿﻔﺎء
اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻷھﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻷﺣﺪاث اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺼﻨﯿﻒ اﻟﻤﺪارس.
وﺗﺒﯿﻦ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ
أھﻤﯿﺔ ﺳﺠﻼت اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻛﻤﺼﺎدر ﯾﻤﻜﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺪارس، إذ
ﯾﺴﻠﻂ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻀﻮء ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻤﺤﯿﺼﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺴﺠﻼت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻷﺟﻮر اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﯾﺘﻘﺎﺿﺎھﺎ
اﻟﻤﺪرﺳﻮن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪد اﻟﻤﺪرﺳﯿﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺪرﺳﺔ. و ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺪارس اﻟﮭﺎﻣﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺸﯿﯿﺪھﺎ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن أورﺧﺎن ﻏﺎزي ﻣﺜﻼ ﻣﺪرﺳﺔ ﻣﺎﻧﺴﺘﯿﺮ و ﻣﺪرﺳﺔ ﺣﺼﺎر
دﯾﺸﻨﺪاﻛﻲ أورﺧﺎن ﻏﺎزي و ﻣﺪرﺳﺔ ﻻﻻ ﺷﺎھﯿﻦ ﺑﺎﺷﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺣﺎﻟﯿﺎ ﻛﻤﻜﺘﺒﺔ ﻟﻸطﻔﺎل و ﺗﺤﻤﻞ
اﺳﻢ »ﺣﺼﺎر ﻛﻮﺗﻮﺑﮭﺎﻧﯿﺴﻲ« و ﺑﮭﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻓﮭﻲ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ أداء وظﯿﻔﺘﮭﺎ اﻷﺻﻠﯿﺔ.
و ﻗﺪ ﺷﮭﺪت اﻟﻔﺘﺮة
اﻟﻜﻼﺳﯿﻜﯿﺔ ﺑﻨﺎء ٥٠ ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﻮرﺻﺔ ﺗﺘﻮزع ﺑﯿﻦ ١٣ ﻣﺪرﺳﺔ ﺗﻢ ﺗﺸﯿﯿﺪھﺎ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن
اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ و٢٠ ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ و ١٧ ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ إﻻ أن اﻟﻌﺪد
اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺪراس ﺗﻢ ﺑﻨﺎؤھﺎ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺗﺢ. و ﻣﻊ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس
ﻋﺸﺮ وﺻﻠﺖ اﻟﻘﺪرة اﻻﺳﺘﯿﻌﺎﺑﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﻮرﺻﺔ
إﻟﻰ ٥٠٠ طﺎﻟﺐ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ١٥٠ طﺎﻟﺒﺎ آﺧﺮﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ. و ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒﯿﺮ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ "Ulucami" و اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮭﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ وﺟﻮد اﻟﻤﺪارس.
ﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻨﻈﺮي اﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺪارس ﯾﻄﺒﻖ ﻋﻤﻠﯿﺎ ﺧﺎرﺟﮭﺎ ﺣﯿﺚ ﻣﻨﺢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﻮن
ﺧﺮﯾﺠﯿﮭﺎ ﻓﺮﺻﺎ ﻟﯿﺼﺒﺤﻮا ﻣﺪرﺳﯿﻦ أو ﻗﻀﺎة أو رﺟﺎل إﻓﺘﺎء ﻣﻤﺎ ﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺣﻠﻮل ﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت
اﻟﺘﻮظﯿﻒ.
أوزﻏﻲ ﺳﻮﯾﻠﻮ ﺑﻮزداغ
ﺗُﻌَﺪﱡ اﻟﻤﺪارس
ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﻤﻤﯿﺰات اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ و اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ-اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ و ﯾﺤﺎول اﻟﻤﺆﻟﻒ
ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ أن ﯾﺴﺘﻜﺸﻒ أھﻤﯿﺘﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﻛﯿﺰه ﻋﻠﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﻮرﺻﺔ، ﻓﮭﻲ ﺗُﻌﺘﺒَﺮ ﻟﻌﺪة
أﺳﺒﺎب ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻮطﺊ ﻗﺪم ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ، ﺣﯿﺚ ﯾﺮى اﻟﻤﺆﻟﻒ أن إﻏﻔﺎل ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ
ﻓﻲ أي دراﺳﺔ ﻟﻠﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﯾﻨﺘﻘﺺ ﻣﻦ ﺷﻤﻮﻟﯿﺘﮭﺎ.
و ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﮭﺬا
اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺪﯾﺪا ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪارس اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺸﯿﯿﺪھﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﺮﻧﯿﻦ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ و اﻟﺴﺎدس
ﻋﺸﺮ ﺑﺤﯿﺚ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻓﺼﻮﻟﮫ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻔﺘﺮات ﺣﻜﻢ اﻟﺴﻼطﯿﻦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﯿﻦ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺴﺘﮭﻼ ذﻟﻚ
ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن أورﺧﺎن ﻏﺎزي و ﻣﺨﺘﺘﻤﺎ ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺮاد اﻟﺜﺎﻟﺚ. و ﯾﺴﺘﻌﺮض ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﻄﻮر
اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﮭﺬه اﻟﻤﺪارس ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ دراﺳﺔ أﻣﺜﻠﺔ ﻣﺤﺪدة ﻣﻨﺘﻘﺎة ﺑﺤﯿﺚ
ﺗﻐﻄﻲ ﻓﺘﺮات ﺣﻜﻢ ﻛﻞ ﺳﻼطﯿﻦ ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة.
و ﻗﺪ اﺳﺘﻔﺎد اﻟﻜﺎﺗﺐ
ﻣﻦ ﺳﺠﻼت اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺑﮭﺪف ﺑﻨﺎء دراﺳﺘﮫ اﻟﺘﻮﺛﯿﻘﯿﺔ، ﻛﻤﺎ أﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع
رﻏﻢ ﻣﺤﺪودﯾﺘﮭﺎ. و ﺿﻤﱠﻦَ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﺣﺼﺎﺋﯿﺔ ﻋﻦ ﺗﻮارﯾﺦ ﺑﻨﺎء ﻛﻞ ﻣﺪرﺳﺔ و اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ
ﺣﻤﻠﺘﮭﺎ ﺧﻼل ﻛﻞ ﻓﺘﺮة و ﻋﺪد طﻼب ﻛﻞ ﻣﻨﮭﺎ. و ﺑﺬﻟﻚ ﯾﺴﻌﻰ اﻟﻜﺘﺎب ﻟﺴﺪ ﻓﺠﻮة ﻣﻌﺮﻓﯿﺔ ھﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻓﺎﺋﺪﺗﮫ ﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن أﻛﺒﺮ ﻟﻮ ﻗُﯿﱢﺪَ ﻟﮫ إﺿﻔﺎء
اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻷھﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻷﺣﺪاث اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺼﻨﯿﻒ اﻟﻤﺪارس.
وﺗﺒﯿﻦ ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ
أھﻤﯿﺔ ﺳﺠﻼت اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻛﻤﺼﺎدر ﯾﻤﻜﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺪارس، إذ
ﯾﺴﻠﻂ اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻀﻮء ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻤﺤﯿﺼﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺴﺠﻼت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻷﺟﻮر اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﯾﺘﻘﺎﺿﺎھﺎ
اﻟﻤﺪرﺳﻮن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪد اﻟﻤﺪرﺳﯿﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺪرﺳﺔ. و ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺪارس اﻟﮭﺎﻣﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺸﯿﯿﺪھﺎ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن أورﺧﺎن ﻏﺎزي ﻣﺜﻼ ﻣﺪرﺳﺔ ﻣﺎﻧﺴﺘﯿﺮ و ﻣﺪرﺳﺔ ﺣﺼﺎر
دﯾﺸﻨﺪاﻛﻲ أورﺧﺎن ﻏﺎزي و ﻣﺪرﺳﺔ ﻻﻻ ﺷﺎھﯿﻦ ﺑﺎﺷﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺣﺎﻟﯿﺎ ﻛﻤﻜﺘﺒﺔ ﻟﻸطﻔﺎل و ﺗﺤﻤﻞ
اﺳﻢ »ﺣﺼﺎر ﻛﻮﺗﻮﺑﮭﺎﻧﯿﺴﻲ« و ﺑﮭﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻓﮭﻲ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ أداء وظﯿﻔﺘﮭﺎ اﻷﺻﻠﯿﺔ.
و ﻗﺪ ﺷﮭﺪت اﻟﻔﺘﺮة
اﻟﻜﻼﺳﯿﻜﯿﺔ ﺑﻨﺎء ٥٠ ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﻮرﺻﺔ ﺗﺘﻮزع ﺑﯿﻦ ١٣ ﻣﺪرﺳﺔ ﺗﻢ ﺗﺸﯿﯿﺪھﺎ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن
اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ و٢٠ ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ و ١٧ ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ إﻻ أن اﻟﻌﺪد
اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺪراس ﺗﻢ ﺑﻨﺎؤھﺎ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺗﺢ. و ﻣﻊ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس
ﻋﺸﺮ وﺻﻠﺖ اﻟﻘﺪرة اﻻﺳﺘﯿﻌﺎﺑﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﻮرﺻﺔ
إﻟﻰ ٥٠٠ طﺎﻟﺐ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ١٥٠ طﺎﻟﺒﺎ آﺧﺮﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ. و ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻜﺒﯿﺮ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ "Ulucami" و اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮭﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ وﺟﻮد اﻟﻤﺪارس.
ﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻨﻈﺮي اﻟﻤﻜﺘﺴﺐ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺪارس ﯾﻄﺒﻖ ﻋﻤﻠﯿﺎ ﺧﺎرﺟﮭﺎ ﺣﯿﺚ ﻣﻨﺢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﻮن
ﺧﺮﯾﺠﯿﮭﺎ ﻓﺮﺻﺎ ﻟﯿﺼﺒﺤﻮا ﻣﺪرﺳﯿﻦ أو ﻗﻀﺎة أو رﺟﺎل إﻓﺘﺎء ﻣﻤﺎ ﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺣﻠﻮل ﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت
اﻟﺘﻮظﯿﻒ.
أوزﻏﻲ ﺳﻮﯾﻠﻮ ﺑﻮزداغ