ﯾﺸﻜﻞ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺮﺳﻢ ﺻﻮرة ﺗﻮﺿﺢ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي طﺮأ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺷﯿﺮاز ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﯿﺴﮭﺎ و ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﮭﻠﻮي. و أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﯿﻒ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﺠﻤﯿﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة و اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺷﯿﺮاز اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺘﻢ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﻣﻌﺎﻟﻤﮭﺎ ﻛﻨﺘﯿﺠﺔ ﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺘﺠﺪﯾﺪ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ و ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻄﻮرات اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺪﺗﮭﺎ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ.
و ﯾﺴﻌﻰ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻹظﮭﺎر اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﺑﺪت ﻋﻠﯿﮫ ﺷﯿﺮاز اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺳﺮد رواﯾﺎت ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺮآة ﺗﻌﻜﺲ ذﻟﻚ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮم، ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ، ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻮر ﻣﻌﻤﺎري ﺑﺎﻗﺘﺒﺎس أﺑﺴﻂ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﻓﯿﮭﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﺪﯾﻨﺘﮫ اﻷﺻﻠﯿﺔ و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ و اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت و ﻛﺘﺎﺑﺎت اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ و ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺪوﯾﻦ أﺣﻼم ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص و ﺗﺼﻮراﺗﮭﻢ، ﺣﯿﺚ ﯾﻘﻮم اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﺑﻂ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺧﻂ زﻣﻨﻲ ﻣﺘﻮاﺻﻞ.
ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺈن اﻓﺘﻘﺎره ﻟﻠﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻤﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﯾﻔﺴﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﺨﯿﺎل اﻟﻘﺎرئ ﻛﻲ ﯾﺘﺼﻮر اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﺷﮭﺪﺗﮫ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﯾﺦ. و ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺠﻤﯿﻌﮭﺎ ﻓﺈن اﻷﻛﺜﺮ ﺟﺬﺑﺎ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎه ھﻮ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮي ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﻮاﺑﺎت و اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﻔﺨﻤﺔ و اﻟﺸﻮارع اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ و اﻷﺑﻨﯿﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺎزار و ﺿﺮﯾﺢ ﺷﺎه ﺟﺮاغ.
تنسم ﻣﺤﺘﻮﯾﺎت اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺄﻧﮭﺎ وﺻﻔﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﺘﺒﻨﻰ أﯾﺔ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺤﺪدة. و ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻓﺈن ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻻ ﺗﮭﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ و اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. إﻻ أﻧﮫ و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻘﺮاء اﻟﺬي ﯾﺘﻮﺟﮫ إﻟﯿﮫ اﻟﻜﺘﺎب ﻻ ﯾﻨﺤﺼﺮ ﺑﺄوﻟﺌﻚ اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ و ﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و إﻧﻤﺎ ﯾﺘﻌﺪاھﻢ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ.
ايرج اﺳﻤﺎﻋﯿﻠﭙﻮر ﻗﻮﭼﺎﻧﯽ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ھﺎﻟﺔ ﻋﺪرة
ﯾﺸﻜﻞ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺮﺳﻢ ﺻﻮرة ﺗﻮﺿﺢ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي طﺮأ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺷﯿﺮاز ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﯿﺴﮭﺎ و ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﮭﻠﻮي. و أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﯿﻒ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﺠﻤﯿﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺘﻮﻓﺮة و اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺷﯿﺮاز اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺘﻢ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﻣﻌﺎﻟﻤﮭﺎ ﻛﻨﺘﯿﺠﺔ ﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺘﺠﺪﯾﺪ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ و ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻄﻮرات اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺪﺗﮭﺎ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ.
و ﯾﺴﻌﻰ اﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻹظﮭﺎر اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﺑﺪت ﻋﻠﯿﮫ ﺷﯿﺮاز اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺳﺮد رواﯾﺎت ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺮآة ﺗﻌﻜﺲ ذﻟﻚ. ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮم، ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ، ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻮر ﻣﻌﻤﺎري ﺑﺎﻗﺘﺒﺎس أﺑﺴﻂ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﻓﯿﮭﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﺪﯾﻨﺘﮫ اﻷﺻﻠﯿﺔ و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ و اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت و ﻛﺘﺎﺑﺎت اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ و ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺪوﯾﻦ أﺣﻼم ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص و ﺗﺼﻮراﺗﮭﻢ، ﺣﯿﺚ ﯾﻘﻮم اﻟﻤﺆﻟﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﺑﻂ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻟﺤﺎﻻت ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺧﻂ زﻣﻨﻲ ﻣﺘﻮاﺻﻞ.
ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺈن اﻓﺘﻘﺎره ﻟﻠﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻤﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﯾﻔﺴﺢ اﻟﻤﺠﺎل ﻟﺨﯿﺎل اﻟﻘﺎرئ ﻛﻲ ﯾﺘﺼﻮر اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﺷﮭﺪﺗﮫ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﯾﺦ. و ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺠﻤﯿﻌﮭﺎ ﻓﺈن اﻷﻛﺜﺮ ﺟﺬﺑﺎ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎه ھﻮ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮي ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﻮاﺑﺎت و اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﻔﺨﻤﺔ و اﻟﺸﻮارع اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ و اﻷﺑﻨﯿﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﺎزار و ﺿﺮﯾﺢ ﺷﺎه ﺟﺮاغ.
تنسم ﻣﺤﺘﻮﯾﺎت اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺄﻧﮭﺎ وﺻﻔﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﺘﺒﻨﻰ أﯾﺔ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺤﺪدة. و ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻓﺈن ھﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻻ ﺗﮭﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ و اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. إﻻ أﻧﮫ و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺟﻤﮭﻮر اﻟﻘﺮاء اﻟﺬي ﯾﺘﻮﺟﮫ إﻟﯿﮫ اﻟﻜﺘﺎب ﻻ ﯾﻨﺤﺼﺮ ﺑﺄوﻟﺌﻚ اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ و ﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ و إﻧﻤﺎ ﯾﺘﻌﺪاھﻢ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ.
ايرج اﺳﻤﺎﻋﯿﻠﭙﻮر ﻗﻮﭼﺎﻧﯽ
ﺗﺮﺟﻤﺔ ھﺎﻟﺔ ﻋﺪرة